عملية انفصال الشبكية| الحل لإنقاذ العين

انفصال الشبكية هو حالة طبية خطيرة تحدث عندما تنفصل الشبكية المسؤولة عن نقل الصور المختلفة إلى المخ عن موقعها الطبيعي مما يعيق وصول الدم والمغذيات الضرورية إلى خلايا الشبكية وقد تصل مضاعفاتها إلى فقدان البصر الدائم إذا لم يعالج بسرعة.

ولحسن الحظ، فقد شهدت السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في تقنيات العلاج وأصبحت عملية انفصال الشبكية واحدة من أكثر التدخلات الطبية تقدمًا في طب العيون، مما زاد من فرص استعادة الرؤية والوقاية من العمى.

في هذا المقال، نستعرض تفاصيل مشكلة انفصال شبكية العين وعلاجها بأحدث الأساليب المستخدمة.

كيفية إجراء عملية انفصال الشبكية

تُعد عملية انفصال الشبكية تدخلًا دقيقًا يهدف إلى إعادة الشبكية المنفصلة إلى موضعها الصحيح على الجدار الخلفي للعين، ومنع تسرب السوائل خلفها أو تفاقم الانفصال وتعتمد الطريقة المناسبة للعلاج على عدد من العوامل، منها:

• موقع التمزق.
• حجم الانفصال.
• وجود مضاعفات مثل النزيف.
• مدى تأثر مركز الإبصار.

ولهذا، تتنوع خيارات علاج شبكية العين بين تقنيات غير جراحية مثل الليزر أو التجميد، وأخرى جراحية مثل استئصال الجسم الزجاجي، ويختار الطبيب الأسلوب الأمثل لكل حالة بناءً على التقييم السريري الدقيق.

العلاج بالليزر

يُستخدم شعاع دقيق عالي الطاقة يوجه حول التمزقات الموجودة في الشبكية ويُحدث نقاط حرق صغيرة تؤدي إلى تكوين نسيج ندبي يعمل كحاجز طبيعي يمنع تسرب السائل الزجاجي خلف الشبكية، وبالتالي يمنع حدوث الانفصال أو تقدمه.

هذا النوع من العلاج مثالي للحالات التي يُكتشف فيها التمزق في مراحله المبكرة، ويُجرى غالبًا في العيادة الخارجية دون الحاجة إلى تخدير عام أو تدخل جراحي مفتوح، مع نسبة نجاح مرتفعة عند إجراءه مبكرًا.

العلاج بالتجميد

تستخدم فيه تقنية التجميد النسيج المتمزق، وتكوين ليفي يساعد في إعادة الشبكية إلى مكانها الطبيعي، ويُستخدم هذا الأسلوب غالبًا في الحالات التي يصعب فيها استخدام الليزر بسبب وجود عتامات أو نزيف داخل العين، وقد يُدمج مع إجراءات أخرى مثل تثبيت فقاعة غازية أو شريط مشبك خارجي لتحقيق نتائج أفضل.

استئصال الجسم الزجاجي

عملية الجسم الزجاجي هي إجراء جراحي دقيق يُستخدم عندما يكون الانفصال معقدًا أو مصحوبًا بنزيف أو تمزقات متعددة، ويُعد هذا الإجراء فعالًا للغاية في الحالات المتقدمة التي يصعب علاجها بوسائل أبسط.

فترة التعافي بعد عملية انفصال الشبكية

فرتة التعافي من عملية انفصال الشبكية لا تقل أهمية عن الجراحة نفسها، فهي تمثل المرحلة التي يستعيد فيها المريض قدرته على الرؤية، وتختلف المدة من شخص لآخر، لكنها تخضع لعوامل عدة منها نوع الإجراء المستخدم ومدى تأثر العين قبل الجراحة وحالة الشبكية. وفيما يلي أهم التوصيات المتعلقة بفترة التعافي:

• تجنّب المجهود البدني والراحة التامة والابتعاد عن أي أنشطة شاقة أو رفع أثقال خلال الأسابيع الأولى.
• الالتزام بالفحوصات الدورية ومراجعة طبيب العيون بشكل منتظم حتى بعد استقرار الرؤية، للكشف المبكر عن أي تغيرات قد تؤثر على الشبكية.
• مراقبة أي أعراض جديدة مثل ظهور ومضات أو تراجع مفاجئ في الرؤية، يتطلب التوجه الفوري للطبيب.
• تجنب الرياضات العنيفة أو أي نشاط قد يعرض العين لضربة مباشرة، خاصة خلال الأشهر الأولى بعد الشفاء.
• استخدام النظارات الواقية عند اللزوم خاصة في البيئات التي تحتوي على غبار أو احتمال إصابة العين.
• ضبط الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، لأنها قد تؤثر سلبًا في صحة الأوعية الدموية في الشبكية، وفي بعض الحالات قد تستدعي العلاج باستخدام عملية حقن شبكية العين للسيطرة على تسرب السوائل أو النزيف ومنع تفاقم الضرر البصري.
• تجنب الإجهاد البصري المفرط عبر تجنب النظر للشاشات لفترات طويلة، خاصة في أول شهور ما بعد العملية.

نسبة نجاح عملية انفصال الشبكية

تُعد عملية انفصال الشبكية من التدخلات الجراحية ذات معدلات النجاح العالية، خاصة إذا شخصت الحالة في مراحل مبكرة، وتشير الدراسات إلى أن نسبة نجاح العملية في إعادة الشبكية إلى مكانها تتراوح بين 85% إلى 90% من المرة الأولى، وقد ترتفع هذه النسبة في حال الحاجة إلى تدخل إضافي أو إجراء جراحة تكميلية.

ورغم أن بعض المرضى قد لا يستعيدون الرؤية الكاملة، فإن الغالبية يتمتعون بتحسن ملحوظ يمنع تطور الحالة إلى العمى لا قدر الله.

خلاصة القول، عملية انفصال الشبكية تُعد من الإجراءات الدقيقة التي يمكن أن تحفظ نعمة البصر إذا أُجريت في الوقت المناسب.

إذا كنت تعاني أعراض مفاجئة في الرؤية أو تشوش في البصر، لا تتردد في التوجه فورًا إلى مستشفى نور الحياة للعيون، حيث الرعاية المتخصصة والتشخيص الدقيق في انتظارك للحفاظ على نعمة البصر.